(بقلم: د.فاتن الحاج حسن)
جزيرة سينتينل هي إحدى جزر أندمان الهنديّة الواقعة على خليج البنغال.
والبَنغَال أو بِلَادِ البَنغَالِ أو بَانغَاستان هي منطقة جغرافيّة ذات خصائص عرقيّةٍ ولغويّةٍ مميّزة، تقع في القسم الشرقي من شبه القارّة الهنديّة عند قمّة خليج البنغال.
قُسّمت هذه المنطقة عام 1947 إلى قسمَين شرقي ويعرف حاليّاً بنغلاديش، وغربي ضمن حدود الهند يطلق عليه غرب البنغال.
يسكن هذه المنطقة شعوب البنغال ويتحدّثون اللغة البنغاليّة. يقدّر عدد سكّانها بـ 250 مليون نسمة.
وتقع الجزيرة غرباً من الجزء الجنوبي من جزر أندمان.
تغطّي الغابات معظم أجزاء الجزيرة، التي تعتبر صغيرة الحجم، كما أنّها محاطة بالشِّعاب المرجانيّة وتفتقر للمرافئ الطبيعيّة.
جزيرة منعزلة منذ آلاف السّنين
لا يُعرف الكثير عنها.
وتعتبر الجزيرة من أكثر الأماكن انعزالاً، التي يرفض قاطنوها أيّ شكلٍ من أشكال الاندماج في الحضارة والمدنيّة الحديثة، ولا ترغب مطلقاً بالاختلاط مع العالم الخارجي.
منطقة محظورة
يواجه سكّان الجزيرة الكثير من التهديدات بدءاً من الأمراض المعدية التي ليست لدى سكّانها المناعة الطبيعيّة منها، فضلاً عن العنف من الغرباء.
وهكذا، أعلنت الحكومة الهنديّة الجزيرة بأكملها التي تقترب مساحتها من مساحة مانهاتن، وثلاثة أميالٍ بحريّة (9.3 كم) من المياه المحيطة بالجزيرة لتكون منطقةً محظورة.
عادات بدائيّة
يسير سكّان الجزيرة مجرّدين من ملابسهم، ويعيشون على تناول الأطعمة البحريّة.
العداء للغرباء
يرجع جزئيّاً عداء القبيلة للغرباء لأحداث من الماضي، ففي أوائل 1980 و1990 قُتل العديد من أفرادها بمعارك مع المنقذين المسلّحين الذين عادوا إلى الجزيرة لاسترداد الحديد وغيرها من السِّلع من حطام سفينةٍ غارقة.
محاولات استكشاف سكّان الجزيرة المعزولة
عام 1771 تحديداً، كانت سفينةً تابعةً لشركة الهند الشرقيّة البريطانيّة أوّل من رصد علامات الحياة في جزيرة سينتينل، حيث لاحظوا نيراناً للطّهي في عتمة الليل تنبعث من الغابات.
وقد وصل أوّل المستوطنين الأوروبيّين الدائمين إلى جزر أندامان ونيكوبار في خمسينيّات القرن الـتاسع عشر، عندما بنى البريطانيّون مستعمرةً عقابيّةً في جزيرة غراند أندامان، على بُعد حوالي 50 كيلومتراً من جزيرة سينتينل، لإيواء سجناء الهند التي كانت بريطانيا تحكمها آنذاك.
ثمّ بحلول عام 1896، حاول أحد السجناء الهروب على طوف (وسيلة انتقال بدائيّة عبر المياه) وجرفته الأمواج إلى الشاطئ، وقد وجده فريق بحثٍ بعد أيّامٍ قليلةٍ مقتولاً بعدّة سهامٍ مخترقةً جسده.
لغز بقاء قبائل سينتينيل
لا تحتوي جزيرة سينتينل على موانئ طبيعيّة، وتحيط بها شعاب مرجانيّة حادّة، وهي مغطّاة بالكامل تقريباً بغابةٍ كثيفة، ممّا يجعل أيّ رحلةٍ إليها صعبة.
حتّى إنّ الخبراء ليسوا متأكّدين من كيفيّة بقاء القبائل القاطنة بالجزيرة على قيد الحياة كلّ تلك السنوات، خاصّةً بعد تسونامي عام 2004 الذي دمّر ساحل خليج البنغال بأكمله.
لكن من المعلوم وفق المعلومات التي جمعها المراقبون من بعيد – وفق موقع “أول ذاتس إنترستنغ”- أنّ السكّان يقطنون أكواخاً مصنوعةً من سعف النخيل ومساكن جماعيّةً كبيرةً مع مساكن عائليّةٍ مقسّمة.
كذلك، وفقاً للسّهام التي وجدت طريقها إلى أيدي الباحثين عبر طائرات الهليكوبتر التي حاولت الهبوط في الجزيرة النائية؛ فإنّ سكّان القبيلة يصنعون رؤوس سهامٍ معدنيّةً لأغراضٍ مختلفة، مثل الصّيد والدفاع.