تعتبر السياحة في مدينة البترون في شمال لبنان وزيارة السور الفينيقي، جزءاً لا يتجزّأ من تجربة السفر إلى لبنان، حيث يمكن للزوّار أن يستمتعوا بتجربةٍ فريدةٍ ومثيرة، تجمع بين الحضارة القديمة والجمال الطبيعي الساحر.
وبذلك، فالسور الفينيقي في البترون ليس مجرّد هيكلٍ تاريخي، بل هو تحفة فنيّة جاذبة للسياحة، وهو يذكّرنا دائماً بعظمة الحضارات القديمة ويثير الفضول والدهشة لدى كلّ من يزوره.
فهذا السور يعتبر – بحقٍّ – واحداً من أهمّ المعالم التاريخيّة في لبنان.
يمتدّ السور الفينيقي على شاطئ البترون مسافة 225 متراً بارتفاع 5 أمتار، وقد تكوّن بالأساس – بحسب علماء الآثار – من كثبان رمليّةٍ تحجّرت منذ عشرات آلاف السنين، وأضافت إليه الحضارات القديمة دعامات، ممّا كوّن شكله الحالي كمزيجٍ من عمل الطبيعة وعمل الإنسان.
يعود التاريخ الأثري لهذا السور إلى مئات السنين قبل الميلاد، فقد بُنيت دعاماته في العصور القديمة حيث كانت تسود في المنطقة حضارة الفينيقيّين؛ وكان السور جزءاً من الهياكل التي بنيت لحماية المدينة القديمة من الهجمات الخارجيّة، وذلك بفضل بُنيته الصلبة وتصميمه المتين.
وبذلك، استطاع السور الصمود عبر العصور والحفاظ على جماله وروعته حتّى اليوم.
وفوق هذا وذاك، يتميّز هذا الأثر الفينيقي بجماله المعماري وبتفاصيله الدقيقة، حيث يُظهر في كلّ حجرٍ ضخمٍ وكلّ زاويةٍ منه عِظم الحضارة التي بنته.
بالإضافة إلى أهميّته التاريخيّة، فإنّ السور الفينيقي في البترون يشكّل أيضاً معلماً سياحيّاً بارزاً، يجذب السيّاح من مختلف أنحاء العالم؛ إذ يقصده الزوّار للاستمتاع برونقه ولاكتشاف قصصه القديمة، كما يوفّر لهم الفرصة لاستكشاف المنطقة المحيطة بالبترون والتمتّع بجمال الطبيعة وثقافة المنطقة.